الجمعة، 16 نوفمبر 2012

أنا الحق


"أنا أحتكر الحق.
دي حقيقة. أنا كلامي صح حتى لو كلكوا أجتمعتوا على عكسه، تبقوا خرفان."
لسان حال ناس كتير، الزهو و الغرور بيتوهوا العقول. مش شرط الناس دي تكون غلط، أكيد في كلامها شئ من الصحة، بس في المجمل غلط.

خلوني أحكيلكوا قصة قديمة شوية، أول مرة سمعتها كنت في مدرسة و عمري ما نسيتها. القصة أصلها هندي.

"كانوا ستة رجال عميان، اصطدموا بفيل. كل واحد برؤيته اقتنع باللي شافه.
الراجل الاول خبط في بطن الفيل و وقع، و اللي شافه انه خبط في حيطة.
الراجل التاني كان ماشي يحسس، لقى شئ مدبب و ناعم و قرر ان ناب الفيل اللي في ايده ده رمح.
الراجل التالت اتخض لأن الخرطوم كان بيتحرك فزعق و حذر أصحابه ان في تعبان كبير.
الراجل الرابع اتكعبل و سند على رجل الفيل شاف انه ساند على شجرة.
الخامس لقى ودن الفيل و استغرب، هو ليه قدامه دلوقت مروحة؟
الاخير مسك في ديل الفيل و قال يا جماعة احنا اللي قدامنا ده حبل.

الست رجال اتخانقوا، كل واحد مقتنع بوجهة نظرة و بيثبتها بكل ما أوت من حماسة. بس في حين ان كل واحد فيهم كان صح جزئيا صح، كلهم كانوا كليا خطأ"

كلنا في الحياة عميان، بنشوف بوجهة نظر ضيقة، كل فتره بيطلع لنا واحد ذو بصيرة بيقدر يترفع عن اللي هو شايفه و بيبتدي يسمع للباقيين و من رحابة صدره بيجمع الصورة و بيكتش الاجزاء المختلفة و بيتوصل للفيل، بمساعدة رؤى الناس الصحيحة نسبيا الخاطئة كليا دي. الراجل ده بيتغاضى عن اتهاماته بالخرف و الجنون و بيتغاضى عن العصبية للي شافه و عصبية الناس اللي قدامه.

حاولوا تقفوا كده، تبطلوا عصبية لأرائكوا، تشوفوا الصح الجزئي عند الناس التانيه و دوروا على الفيل.
و لو حد فيكوا عرف، ابقوا قولولي ازاي.

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

عن أصل الأشياء

مقالة منشورة لي في عدد شهر نوفمبر في مجلة احنا 


أجلس في حديقة هادئة، أذرع ضوضاء المدينة تتمادى من خلف السور.
أريد أن أكتب عن ظاهرة قضايا ازدراء الأديان و أن أتأمل في أصل ذلك اللغو.
لماذا أعده لغوا؟ هل المقاضون على حق؟ هل هذا هو التصرف السليم؟
شغلت بالي الغير قادر على التركيز في موضوع واحد لفترات طويلة، و بشيء من الارتجال ذهبت إلى النبات، لماذا نبت نبات معين هنا أو هناك؟ كيف تكيف و كيف بدأ؟

كيف بدأت مصر؟ صحراء جرداء شقها نهر، بنا الإنسان مجتمعه حول هذا النهر، الإنسان المصري مرتبط بالأرض حول نهر النيل في الأصل....هكذا بُنيت مصر و من هنا تطورت.

ماهية الدين. إيمان بالله و رسله ثم عبادات و أخلاق. العبادات من الأركان و الأخلاق...ما أدراك ما الأخلاق...ما سما منها بطن، و ظهر منها ما كان أقل سموا.
الرسول (ص) قال (ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق)
مكارم الأخلاق كانت موجودة قبل الرسول (ص). هو أتمها، و كانت السبب الرئيس لبعثته. أي أن بلا مكارم أخلاق لا يعد لما بقى من الدين قيمة. ربما. حديث يستحق تأمل آخر.
ثم تذكرت (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) أي أن صفة الخير هنا ليست حكرا على المسلم. الإسلام يعز صاحبه و لكن الأصل و النشأة الطيبة لهم فضل وجب التأمل فيه.

أشرد تارة أخرى و أتعجب من اختياري للفصحى في الكتابة الآن بدلا من العربية السلسة المائلة للعامية.

العلم مهم و الحكمة أهم. (من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) البقرة 269
قد تنول ارفع الجوائز العلمية و تفشل في اتخاذ قرار حكيم. لنا في دكتور أحمد زويل عبرة.
قد تكون بسيط و تتخذ من القرارات ما ينتج و يدبر العظمة.

حماية الدين واجبة و لكن من أنا لأحميه و له رب يعلو ولا يعلى عليه؟
متى يكون فضل قتل كلب عاو خير من تجاهله؟ هل تفهمت سبب العواء؟ هل تبينت إذ كنت قد أذيته قبل أن يؤذيني بعواءه؟ هل أوذيت فعلا من العواء؟ لا أعتقد.

لماذا الكِبَر؟
في تكويني إيمان بأن ديني هو الحق. هل بكون انتمائي لدين هو الحق أصبحت أفضل من غيري المنتمي لدين آخر، أو بلا انتماء؟ ما أصل الفضل هنا؟
التقوى.
هل رافعي تلك القضايا يرون في فعلهم هذا فضل على العالمين؟
هل تؤيدهم أنت؟
أما علمتم أن تفضيل الناس عند الله بالتقوى
و أن التقوى محلها القلوب
و لا يتطلع على القلوب إلا الله؟
فكيف إذا تزايدون و تفصلون، و بازدراء تكفرون؟
أما لكم اله تتقون؟

أتذكر قول الرسول الكريم (هلك المتنطعون)
فلا أكراه في الدين
يطمئن قلبي و لا يهدأ عقلي

ضوضاء المدينة تمادت من خلف السور، ابحث عن هدوء الحديقة
انغمس في جمال ما خلق الله.
و كفى. 

السبت، 6 أكتوبر 2012

18 يوم


دي مقالة ليا منشورة في مجلة احنا. عدد شهر أكتوبر 2012 




18 يوم

التاريخ هو الخميس، العشرون من سبتمبر من العام الثاني عشر بعد الالفين منذ ميلاد المسيح عليه السلام. تاريخ كتابة هذه المقالة.
قد يبدو للوهلة الاولى أن هذا التاريخ لا يعني اي شئ ولكن الحقيقة مختلفة تماما يا سيدي الفاضل. فهذا التاريخ يعني انه قد مر اثنان و ثمانون يوما على نشأة الجمهورية المصرية الثانية و القاء سيادة الرئيس محمد مرسي العياط القسم أمام المحكمة الدستورية العليا و توليه رسميا مقاليد الحكم، هذا و بدأ العد لتحقيق ما وعد به الرجل الكريم.
تأتي دلالة التاريخ بسبب أنه بالنظر للأمام فالمتبقي بالضبط ثمانية عشر يوما على انقضاء ال 100 يوم. و المصري كما قال لنا محمد هنيدي مرارا و تكرارا أنه معروف بجبروته و قوته، و سبق ان حقق ما خيل للجميع انه المستحيل في ثمانية عشر يوما في الماضي القريب جدا، فمن هنا ادشن ما تبقى من المائة يوم كأيام في روعة تلك الأيام الرائعة الأولى في ما عرف سابقا بثورة المصريين "ثورة الاخوان بس دلوقت".
الرئيس محمد مرسي يطلق على نفسه لقب "الاسلامي" فمن الطبيعي ان اتوقع من اخلاقه و اساليب عمله ما يتماشى و هذا اللقب. فالمسلم المؤمن اذا حدث صدق، و اذا وعد اوفى ما عاهد عليه، فمثلما قال عمر رضي الله عنه انه لا يجب النظر الى صلاة فلان، ولا الى صيامه، بل اذا ما حدث فصدق و اذا ما أؤتمن ادى. فالاكيد ان الاداة الارقى للقياس هي الاخلاق ما سما منها، ما يفسر ان "خياركم في الجاهليه خياركم في الاسلام". و أيضا لأنه معروف في المجتمع المصري أن الراجل بيتعرف بكلمتة اللي تبقى مصيبة لو نزلت الأرض، و أنا واثق أن السيد الرئيس هو سيد الرجالة.
 لكل ما سلف ذكره فأنا انتوي ان انصف في تقييم اداء السيد الرئيس و أحاسبه كما اعتقد انه يحب أن يحاسب بأن اتمسك بكل حرف وعد به انه سيفعله ولا غيره. و لأني أثق في "اسلامه" فأنا متوقع ثمانية عشر يوما من نار  لتنفيذ ما وعد به في برنامجه لأن حتى كتابة هذه الكلمات تم تنفيذ أربعة وعود فقط من اربع و ستون حسب موقع Morsi Meter الاخواني لمتابعة عمله (أنا معترض على اتنين من الأربعة بس هعديها عشان مش ناقصة). ملحوظة: متوقع تقدم كبير في البرنامج وقت قرائتك هذه الكلمات، سيدي القارئ، عن وقت الكتابه. سدد الله خطى الرئيس.
من باب الانصاف، و قبل هجوم جماعة "والله أنا مش أخوان"، أود توضيح أني أخذ في الاعتبار انجازات الرئيس الغير مذكورة في البرنامج مثل دحر خصومه السياسيين و القضاء عليهم بسلاسة يحسد عليها وتمكنه من الاستفراد بكل الصلاحيات الممكنه و الغير ممكنه و التي لم تتوفر لفرعون شخصيا...كل هذا لتمكينه...تمكينه من تحقيق البرناج طبعا الذي وعد به و انتخب على أساسه، و أيضا تمكنه من صلاة الجمعة في مكان مختلف كل أسبوع حتى أنه تمكن من أقامة صلاة الجمعة في روما نفسها!! التى تحتضن الفاتيكان موطن البابا. و لكني انتمي الى الجماعة "الموضه القديمة" التى تعتقد أن "الراجل بيتربط من لسانه".
أخيرا انا اعلم أني أستبق الأحداث هنا، و ان في الثمانية عشر يوما سيثبت لي الرئيس صدق وعده و طهارة ايمانه و تنفيذه جميع وعوده. و أعتبر هذه المقالة مجرد سبق صحفي أو مقالي اذا جاز التعبير و محاولة الى استغلال لفظ "تمنتاشر يوم".
أخيرا: ابقوا ابعتولي طمنوني و انتوا بتقرأوا بقى كده أن وعوده تحققت.

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

لم ينحسر



I didn't write that last week, and this is not based on a personal experience.
I'm known to lie and talk to the wind at oftentimes, like these.

يسألونني عن حالي
اصمت برهة....و أفكر
هل يعلمون؟
هل يبدو على ما تسببتي فيه، و فشل وجهي التنكري؟
أتحيز للحقيقة...و افضح عن أخباري
عن من ملكت أسرار قلبي
اجتثته و رحلت....هكذا.
أكذب
أكذب و أقول أني بأحسن حال
حزن بسيط...لا يستحق الذكر
و أن حالي لا يتماشى و أحلامي المهدرة
و صدمتي بقرارك
يعبرون عن صدمتهم
ابتسم....و أرحل قبل أن تفضحني الدموع
*****
في جوف الليل
أتصارع مع ذكرياتك و أُهزم
فالليل حليفك يقهرني بظلامه
لا مؤنس سوى دقات قلبي
و ألمه الساخر مني
انتصر لي و لحماقاتي
فأكذب و أقول أكرهك
و أن وحشتك شغفٌ أجوف
تفضحني دموعي
و أكتب تلك الكلمات
لعل ألم قلبي ينحسر

السبت، 15 سبتمبر 2012

The road to hell is filled with good lemons

I haven't blogged in a long while. instead I've been writing some articles like this one which was published in Campus magazine in its September issue of 2012.



I love history. It’s a magical crystal ball that will enable you to read the future. Like crystal balls so is history, it takes a well-trained and seasoned reader to read into history correctly and know the future clearly. So allow me to utilize my love for history and wear my seer gown to extract a tiny chapter of a relatively near future.

Our tale starts some odd 33 years ago in a land once known as Persia, a beautiful country with beautiful youth calling for freedoms, social justice and justice to prevail in their lands. That was the backdrop for the following scene; an airplane landing in the airport of Tehran carrying a grand ayatollah coming home from exile, arriving with him on the self same flight his son and four other influential figures in Persia-soon-to-be-known-as-Iran.

The grand ayatollah is none other than El Khomeini the spiritual leader of the Iranian hijacked revolution, with his son Ahmed; the four influential figures are Ibrahim Yizdi, Abou el Hassan bani Sadr, Sadek Qutb and Dariush Frohu. Ibrahim Yizdi went on to become foreign minister, Abou el Hassan bani Sadr became the first president of Iran, Sadek Qutb Zada became a minister in the first republic and Dariush Forhu was an Iranian nationalist who didn’t get a formal position later but was a big enough public figure to be reckoned with.

El Khomeini formed an alliance with nationals, liberals and leftists, like the four gentlemen mentioned above, then later he didn’t quite need them, having already been crowned as supreme leader he started to see them as a surplus to the state being created and a dangerous one too, and thus he started eliminating them, each one met a different damned fate. Yizdi the once foreign minister served as a leader to the Freedom Movement of Iran, which is considered as an "illegal party" potentially terrorist by some factions within the Iranian government. Abou el Hassan Bani Sadr, the first president of Iran is now in exile inParis. Sadek Qutb Zada once a minister then executed after being prosecuted for being against the holy revolution. Dariush Forhu however was slaughtered in his house in Tehran with his wife on a cold evening in 1998.

My seer gown is suggesting that those who came off that plane in Tehran with president Morsy will meet a similar-but-not-so-bloody fate like those who came off that plane with grand Ayatollah el Khomeini. The not so bloody fate is only due to different circumstance between Iran then and Egypt now, different times and different cultures. But the ideology is similar and whoever isn’t with us is against us and “we” are representing a holy plan designed by god.

This article is not about history, it’s about the present and the future being formulated now by our activists, the activists who came off the plane with president Morsy having squeezed a record-breaking ton of lemon upon themselves (derived from the Egyptian idiom) to help him reach the presidential seat without having as much as a written promise or even "wasl amana" to guarantee that the president won’t throw them in the first thrash bin when his use for them is done.

Our great activists are great people in fact; they are formed of the remaining of the Kefaya movement, whatever 6 April has become and some other similar civil movements. The ideologies of these activists are mostly leftists with some liberals to go with them and the reason I call them great is that they managed to make a historical breakthrough in the Egyptian political scene by starting the Jan25 revolution and leading the way for the Egyptian people to voice their opinion for the first time. This is where the greatness ends.

Activists in Egypt are the only faction with a true pure heart and honest intention. But like Madonna famously sang “The road to hell is paved with good intentions”. It is never enough to do your best in order to succeed; first you need to know what to do then do your best at it. Alas, activists were never sure of what they are supposed to do, always cornered in the ‘reaction’ corner ever since the 18 days were over, never taking a ‘proactive’ stand beating the lurking powers of the dark, catching them off guard; never uniting but always diving themselves as leftists, liberals and whatevers wanting to gain more spotlight, more Twitter followers, seeking a louder voice to reach more and affect less. They managed to define an enemy or two but keeping a blind eye on their foe-for-a-friend always echoing the witty thoughts coming out of that friend’s informal media beacons.

I can understand some of the reasons behind all that. First; the absence of a true leader to that revolution, someone who would unite the divided brothers. Second; the temptation of personal glory, a man walks this earth with a tag on his forehead yelling “recognize me”, a big fellowship on twitter, hundreds of retweets, opinion echoed many times and becoming mainstream is recognition that we all seek after, a temptation only a few of us can fight. Incorporate both reasons and you get a weak body that any organized entity can beat.

The outcome of our beloved activists has been a big fat zero. A shy representation in the dissolved parliament, a comical existence in the founding committee of the constitution and a lemonade parade in the presidential election, leaving the Egyptian population to choose between the two main enemies of the revolution of Jan25. The revolution that was kidnapped twice thus far, the last one to manage to take it all was with the aid of the activists infamously claiming to be choosing the one closer to the revolution and easier to oppose later.

The elections are done and dusted and the president won by more lemon consumed than that in all the Pril bottles ever sold and what is equivalent to all Egypt’s lemon production for the season leaving us with an ominous winter filled with antibiotics and influenza. His Excellency embarked on his mission to make sure his state is being correctly constructed, removing the real threat to his doctrine in abolishing the constitutional decree and performing a soft coupe in the army to castrate its ability to perform a coupe of its own.

Then came the role of the media and civil already weak opposition by closing a popular channel among the masses but with an unpleasant reputation among the activists in El Faraaen, jailing its owner and lead anchorman Tawfik-TheDuck-Okasha. Passing by a mediocre newspaper that is considered a darker shade of mustard-yellow, a newspaper that manages to give tabloids a bad name and closed it with its editor in chief now prosecuted for insulting his Excellency’s person. It doesn’t take a rocket scientist to know where the next mouth being shut or what is his Excellency’s stand on freedom of speech.

One would say that those who helped the president reach office will be rewarded in any form, that “one” is definitely just fresh here out of some Dr Seuss book. A prominent figure in his Excellency’s clan called Essam el Erian (literally translated into Essam the nude dude) came out with a Twitter scathing attack on the leftists of the country calling them as a group influenced by foreign enemies of the state, funded by foreign enemies of the state, dived, religion-hating and arrogance. Ironically all that could be directed towards El Erian’s clan but for being divided, which verily is the leftists’ biggest sin. The leftists as well are of a small number themselves but at the same time these radicals have the strongest mass mobilization ability among all the potential opposition of his Excellency’s new founded state. That step outraged many commentators on the middle east and even enraged the FAO’s representative in Egypt crying on the amount of lemon wasted during the elections not a month ago, saying it's all been squeezed in vain!

Lemon aside. The amount of challenges ahead is huge. The intention to turn this country in to something that is the opposite of what was called for during Jan25 is out there. And that requires a united opposition to lead the fight and form a front calling for preserving the identity of the state and the freedoms of the people. The ball is still in the field of the activists to undo what was done, and rewrite a history for them, a more glorious history than that is currently being stolen from them and tampered with.

السبت، 28 أبريل 2012

آدي اللي خدناه من الديمقراطية

"هو انت ناوي تختار مين؟" 

بقى سؤال مرعب بيتسأل بمعدل ستاشر مرة في اليوم و لازم الهروب منه، لو معرفتش تهرب يبقى احسنلك تتوقع اللي قدامك ميوله ايه تقوم تيجي معاك صح و تتفادى جدل سياسي عقيم؛ فالموجودين على الساحة كلهم كَسر و المفروض نختار احسن الوحشين و دي وجهة نظر او هم بني ادمين عاديين كويسين و انا ظالمهم بس اتباعهم مألهينهم على فشوش و دي وجهة نظر تانيه...في الحالتين واحد.
ربنا نجدنا من المسيح الدجال، ستر و عدل من عنده، و المصيبه انه كان جاهل و هيغرقنا و هيضحك الناس علينا. اتوزع قطيعه ما بين متمسك بيه على طريقة جولييت اللي انتحرت ورا روميو (او العكس مبقتش فارقه). او راحت على الاحتياطي صاحب صاحب مشروع النهضة لأنه مشروع عظيم و رائع و هينهض بمصر بالرغم انه فنكوش و اتباع و هو لسه ملوش وجود بس مفيش مشكله نؤمن بيه برضه و نسبح بعظمته. او ورا الليبرالي اللي هو اخواني بس مش اخوان لكن هيطبق الشريعة و هلٌم جرَا. الحصان الاسود لحد دلوقت راجل مغيرش في طريقة تفكيره من اربعين سنه. بس بقى او عندك طقم الفلول اللي هينقذونا من الاغلبيه الباغية، فيهم واحد قتل و اتقتل و عاد من القتل اكمنه زومبي حتى عشان كده يوم مستبعدوه رجع تاني بقدراته الزومبية الفذة (على فكره رجوعه صحيح من وجهة نظري) او ممكن تختار الفلول التاني اللي انا مش مقتنع قوي انه فلول بس المشكلة انه فاشل معملش حاجة تملى عيني غير انه لما بيتكلم محدش بيفهم منه هو عايز ايه بس بيبسط قوي و بيجيب فلوس من قطر بالتليفون و كده.


من فترة كنت فكرت اني لو اخترت رئيس في التو و اللحظة هختار ابو الفتوح، راجل كلامه زي الفُل و كونه بيقول انه اخوان زي ما هو معناها انه راجل عنده اصل بعدين الاخوان مش سُبّه، مشكلتهم في التنظيم و السمع و الطاعه و الشاطر و استبنه و احب على ايدك يا مُرشد، بس الشهادة لله ابو الفتوح مش اخوان تنظيميا؛ لكن مشكلته معايا بقى ان البرلمان يميني متطرف فمش هنجيب حد يميني وسط مش وقت الزوايا تخرب و عجلة الانتاج معادتش مستحمله. 
قوم قولت يبقى مفيش غير صباحي، و بصراحة الراجل تقيل، يعني لو قارنا بين حديثه مع السادات و حديث ابو القتوح، صباحي يكسب طبعا، اكثر موضوعيه و اكثر ادبا و مأثارش مواضيع شخصيه ولا بلالين فرقعها من اجل الجعجعه (صحيح ان ابو الفتوح تطور كتير من وقتها لدلوقت و صباحي ثابت مكانه بس قشطه) و بعدين كمان صباحي مناضل من زمان و واضح و شفاف و مبيتلونش بس تفضل مشكلة انه راجل شمال صرف في زمن الايديولوجيات البحته فيه مبتأكلش عيش فبرضه مقتنعتش.
فكرت انا عايز مصر وسطية و البرلمان متطرف بس افتكرت ان التطرف ميتغلبش بتقوية التطرف المعاكس ليه بل بدعم الوسطيه فقلت اتوكل على الله مع ابو الفتوح لقيت النور بيدعمه فهم اكيد مش هبل هيجيبوا واحد مينفعهمش ولا بيصوتوله عند في الاخوان اللي ملهومش عهد؟
طب شفيق طاه؟ راجل عنده فكره كويسه عن توازنات القوى جوه و بره و بيعرف يشتغل بس مش هياكل بدماغ المواطنين حلاوة اكمنه زيرو كاريزما. ولا موسى اللي عنده نفس الفكرة عن التوازنات و فرعون و برنس بس فاشل في تحقيق الاهداف؟

اهرب من زحمة افكاري و اقول لصاحب السؤال اني لسه مقررتش...يقوم باصصلي بعدم اقتناع و نغير الموضوع.

السبت، 31 مارس 2012

من نقطة البداية

فارق كبير بين من ثار من اجل وطن، و من ثار من اجل الحكم و التمكين.


هنا مربط الفرس، و مهد الاختلاف، فلم تكن الشرارة الاولى بدافع ان تكون "ضد" مبارك او النظام و رموزه و انما كانت من اجل وطن فيه حرية و كرامة مكفولة لجميع المصريين.
بيد أن الطبيعة البشرية تستسهل تحديد "عدو" و التركيز عليه فبذلك تتيه عن "المبدأ" التي تحركت من اجله.
فقوى دعاة الدولة المدنية تاهت ما بين "عداء" نظام مبارك الى المجلس العسكري الى التيارات المتأسلمة، في حين ان كل طرف من هؤلاء الاطراف صبوا جهودهم على "هدف" ايجابي محدد.
فكان هدف نظام مبارك الخروج من الورطة و نجح نجاح نسبي. المجلس العسكري يحافظ على دولته و ها هو يضع الرتوش الاخيرة لنجاح مسعاه. اما التيارات الاسلامية هدفت الى الحكم و تحكمت فيما اُتيح لها، و تعد العدة الآن للانقضاض على ما تبقى من كعكة الحكم.
ملحوظة: تقاطع دروب المجلس العسكري مع المتأسلمين قادم لا محالة و سيولد مباراة شطرنجية رائعة للمتفرج المحايد.
عودة الى نقطة بداية هذه التدوينة.
المتأسلمين طرف اصيل في هذه الثورة جاءوا بعد الشرارة الاولى. هم في العلم السياسي ينتمون الى اليمين المحافظ، و اليمين المحافظ لا يقوم بأفعال راديكالية على شاكلة الثورات لكنه يتكيف على الوضع و يغير فيه البسيط، و دعموا الثورة دعما حقا ثم انصرفوا لأن غايتهم تختلف عن من اطلقوا شرارة البدء.
فالمتأسلمين مع ثبات مبدأهم و هو "السلطه" تبدل العدو امامهم و تباينت الاحلاف معهم مع التركيز على "الهدف".
اما الثوار الحق فلم يعرفوا ما اصابهم لغياب القائد الذي يحدد هذا الهدف فاختلفواعلى الطريق، فكانوا كعسكري ضٌحى به من على رقعة شطرنج السلطه بيد من حددوا اهدافهم سلفا و خططوا و نفذوا على هذا الاساس.


من شيم الرجال الاعتراف بالخطأ و العودة لطريق الحق، فالرجال يعرفون بالحق و لا يعرف الحق بالرجال.
و وجب على دعاة الدولة المدنية ان يبدأوا بالنظر الى نقطة النهاية و تحديدها تحديد دقيق، ثم الرجوع لتحديد تحديد الخطوات التى تسبقها تباعا حتى نقطة البداية. فهكذا يكون البناء و هكذا استحكم المجلس العسكري و تمكن المتأسلمون.
و الحق احق ان يتبع.