الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

عن أصل الأشياء

مقالة منشورة لي في عدد شهر نوفمبر في مجلة احنا 


أجلس في حديقة هادئة، أذرع ضوضاء المدينة تتمادى من خلف السور.
أريد أن أكتب عن ظاهرة قضايا ازدراء الأديان و أن أتأمل في أصل ذلك اللغو.
لماذا أعده لغوا؟ هل المقاضون على حق؟ هل هذا هو التصرف السليم؟
شغلت بالي الغير قادر على التركيز في موضوع واحد لفترات طويلة، و بشيء من الارتجال ذهبت إلى النبات، لماذا نبت نبات معين هنا أو هناك؟ كيف تكيف و كيف بدأ؟

كيف بدأت مصر؟ صحراء جرداء شقها نهر، بنا الإنسان مجتمعه حول هذا النهر، الإنسان المصري مرتبط بالأرض حول نهر النيل في الأصل....هكذا بُنيت مصر و من هنا تطورت.

ماهية الدين. إيمان بالله و رسله ثم عبادات و أخلاق. العبادات من الأركان و الأخلاق...ما أدراك ما الأخلاق...ما سما منها بطن، و ظهر منها ما كان أقل سموا.
الرسول (ص) قال (ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق)
مكارم الأخلاق كانت موجودة قبل الرسول (ص). هو أتمها، و كانت السبب الرئيس لبعثته. أي أن بلا مكارم أخلاق لا يعد لما بقى من الدين قيمة. ربما. حديث يستحق تأمل آخر.
ثم تذكرت (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) أي أن صفة الخير هنا ليست حكرا على المسلم. الإسلام يعز صاحبه و لكن الأصل و النشأة الطيبة لهم فضل وجب التأمل فيه.

أشرد تارة أخرى و أتعجب من اختياري للفصحى في الكتابة الآن بدلا من العربية السلسة المائلة للعامية.

العلم مهم و الحكمة أهم. (من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) البقرة 269
قد تنول ارفع الجوائز العلمية و تفشل في اتخاذ قرار حكيم. لنا في دكتور أحمد زويل عبرة.
قد تكون بسيط و تتخذ من القرارات ما ينتج و يدبر العظمة.

حماية الدين واجبة و لكن من أنا لأحميه و له رب يعلو ولا يعلى عليه؟
متى يكون فضل قتل كلب عاو خير من تجاهله؟ هل تفهمت سبب العواء؟ هل تبينت إذ كنت قد أذيته قبل أن يؤذيني بعواءه؟ هل أوذيت فعلا من العواء؟ لا أعتقد.

لماذا الكِبَر؟
في تكويني إيمان بأن ديني هو الحق. هل بكون انتمائي لدين هو الحق أصبحت أفضل من غيري المنتمي لدين آخر، أو بلا انتماء؟ ما أصل الفضل هنا؟
التقوى.
هل رافعي تلك القضايا يرون في فعلهم هذا فضل على العالمين؟
هل تؤيدهم أنت؟
أما علمتم أن تفضيل الناس عند الله بالتقوى
و أن التقوى محلها القلوب
و لا يتطلع على القلوب إلا الله؟
فكيف إذا تزايدون و تفصلون، و بازدراء تكفرون؟
أما لكم اله تتقون؟

أتذكر قول الرسول الكريم (هلك المتنطعون)
فلا أكراه في الدين
يطمئن قلبي و لا يهدأ عقلي

ضوضاء المدينة تمادت من خلف السور، ابحث عن هدوء الحديقة
انغمس في جمال ما خلق الله.
و كفى. 

السبت، 6 أكتوبر 2012

18 يوم


دي مقالة ليا منشورة في مجلة احنا. عدد شهر أكتوبر 2012 




18 يوم

التاريخ هو الخميس، العشرون من سبتمبر من العام الثاني عشر بعد الالفين منذ ميلاد المسيح عليه السلام. تاريخ كتابة هذه المقالة.
قد يبدو للوهلة الاولى أن هذا التاريخ لا يعني اي شئ ولكن الحقيقة مختلفة تماما يا سيدي الفاضل. فهذا التاريخ يعني انه قد مر اثنان و ثمانون يوما على نشأة الجمهورية المصرية الثانية و القاء سيادة الرئيس محمد مرسي العياط القسم أمام المحكمة الدستورية العليا و توليه رسميا مقاليد الحكم، هذا و بدأ العد لتحقيق ما وعد به الرجل الكريم.
تأتي دلالة التاريخ بسبب أنه بالنظر للأمام فالمتبقي بالضبط ثمانية عشر يوما على انقضاء ال 100 يوم. و المصري كما قال لنا محمد هنيدي مرارا و تكرارا أنه معروف بجبروته و قوته، و سبق ان حقق ما خيل للجميع انه المستحيل في ثمانية عشر يوما في الماضي القريب جدا، فمن هنا ادشن ما تبقى من المائة يوم كأيام في روعة تلك الأيام الرائعة الأولى في ما عرف سابقا بثورة المصريين "ثورة الاخوان بس دلوقت".
الرئيس محمد مرسي يطلق على نفسه لقب "الاسلامي" فمن الطبيعي ان اتوقع من اخلاقه و اساليب عمله ما يتماشى و هذا اللقب. فالمسلم المؤمن اذا حدث صدق، و اذا وعد اوفى ما عاهد عليه، فمثلما قال عمر رضي الله عنه انه لا يجب النظر الى صلاة فلان، ولا الى صيامه، بل اذا ما حدث فصدق و اذا ما أؤتمن ادى. فالاكيد ان الاداة الارقى للقياس هي الاخلاق ما سما منها، ما يفسر ان "خياركم في الجاهليه خياركم في الاسلام". و أيضا لأنه معروف في المجتمع المصري أن الراجل بيتعرف بكلمتة اللي تبقى مصيبة لو نزلت الأرض، و أنا واثق أن السيد الرئيس هو سيد الرجالة.
 لكل ما سلف ذكره فأنا انتوي ان انصف في تقييم اداء السيد الرئيس و أحاسبه كما اعتقد انه يحب أن يحاسب بأن اتمسك بكل حرف وعد به انه سيفعله ولا غيره. و لأني أثق في "اسلامه" فأنا متوقع ثمانية عشر يوما من نار  لتنفيذ ما وعد به في برنامجه لأن حتى كتابة هذه الكلمات تم تنفيذ أربعة وعود فقط من اربع و ستون حسب موقع Morsi Meter الاخواني لمتابعة عمله (أنا معترض على اتنين من الأربعة بس هعديها عشان مش ناقصة). ملحوظة: متوقع تقدم كبير في البرنامج وقت قرائتك هذه الكلمات، سيدي القارئ، عن وقت الكتابه. سدد الله خطى الرئيس.
من باب الانصاف، و قبل هجوم جماعة "والله أنا مش أخوان"، أود توضيح أني أخذ في الاعتبار انجازات الرئيس الغير مذكورة في البرنامج مثل دحر خصومه السياسيين و القضاء عليهم بسلاسة يحسد عليها وتمكنه من الاستفراد بكل الصلاحيات الممكنه و الغير ممكنه و التي لم تتوفر لفرعون شخصيا...كل هذا لتمكينه...تمكينه من تحقيق البرناج طبعا الذي وعد به و انتخب على أساسه، و أيضا تمكنه من صلاة الجمعة في مكان مختلف كل أسبوع حتى أنه تمكن من أقامة صلاة الجمعة في روما نفسها!! التى تحتضن الفاتيكان موطن البابا. و لكني انتمي الى الجماعة "الموضه القديمة" التى تعتقد أن "الراجل بيتربط من لسانه".
أخيرا انا اعلم أني أستبق الأحداث هنا، و ان في الثمانية عشر يوما سيثبت لي الرئيس صدق وعده و طهارة ايمانه و تنفيذه جميع وعوده. و أعتبر هذه المقالة مجرد سبق صحفي أو مقالي اذا جاز التعبير و محاولة الى استغلال لفظ "تمنتاشر يوم".
أخيرا: ابقوا ابعتولي طمنوني و انتوا بتقرأوا بقى كده أن وعوده تحققت.