الجمعة، 16 نوفمبر 2012

أنا الحق


"أنا أحتكر الحق.
دي حقيقة. أنا كلامي صح حتى لو كلكوا أجتمعتوا على عكسه، تبقوا خرفان."
لسان حال ناس كتير، الزهو و الغرور بيتوهوا العقول. مش شرط الناس دي تكون غلط، أكيد في كلامها شئ من الصحة، بس في المجمل غلط.

خلوني أحكيلكوا قصة قديمة شوية، أول مرة سمعتها كنت في مدرسة و عمري ما نسيتها. القصة أصلها هندي.

"كانوا ستة رجال عميان، اصطدموا بفيل. كل واحد برؤيته اقتنع باللي شافه.
الراجل الاول خبط في بطن الفيل و وقع، و اللي شافه انه خبط في حيطة.
الراجل التاني كان ماشي يحسس، لقى شئ مدبب و ناعم و قرر ان ناب الفيل اللي في ايده ده رمح.
الراجل التالت اتخض لأن الخرطوم كان بيتحرك فزعق و حذر أصحابه ان في تعبان كبير.
الراجل الرابع اتكعبل و سند على رجل الفيل شاف انه ساند على شجرة.
الخامس لقى ودن الفيل و استغرب، هو ليه قدامه دلوقت مروحة؟
الاخير مسك في ديل الفيل و قال يا جماعة احنا اللي قدامنا ده حبل.

الست رجال اتخانقوا، كل واحد مقتنع بوجهة نظرة و بيثبتها بكل ما أوت من حماسة. بس في حين ان كل واحد فيهم كان صح جزئيا صح، كلهم كانوا كليا خطأ"

كلنا في الحياة عميان، بنشوف بوجهة نظر ضيقة، كل فتره بيطلع لنا واحد ذو بصيرة بيقدر يترفع عن اللي هو شايفه و بيبتدي يسمع للباقيين و من رحابة صدره بيجمع الصورة و بيكتش الاجزاء المختلفة و بيتوصل للفيل، بمساعدة رؤى الناس الصحيحة نسبيا الخاطئة كليا دي. الراجل ده بيتغاضى عن اتهاماته بالخرف و الجنون و بيتغاضى عن العصبية للي شافه و عصبية الناس اللي قدامه.

حاولوا تقفوا كده، تبطلوا عصبية لأرائكوا، تشوفوا الصح الجزئي عند الناس التانيه و دوروا على الفيل.
و لو حد فيكوا عرف، ابقوا قولولي ازاي.