السبت، 6 أكتوبر 2012

18 يوم


دي مقالة ليا منشورة في مجلة احنا. عدد شهر أكتوبر 2012 




18 يوم

التاريخ هو الخميس، العشرون من سبتمبر من العام الثاني عشر بعد الالفين منذ ميلاد المسيح عليه السلام. تاريخ كتابة هذه المقالة.
قد يبدو للوهلة الاولى أن هذا التاريخ لا يعني اي شئ ولكن الحقيقة مختلفة تماما يا سيدي الفاضل. فهذا التاريخ يعني انه قد مر اثنان و ثمانون يوما على نشأة الجمهورية المصرية الثانية و القاء سيادة الرئيس محمد مرسي العياط القسم أمام المحكمة الدستورية العليا و توليه رسميا مقاليد الحكم، هذا و بدأ العد لتحقيق ما وعد به الرجل الكريم.
تأتي دلالة التاريخ بسبب أنه بالنظر للأمام فالمتبقي بالضبط ثمانية عشر يوما على انقضاء ال 100 يوم. و المصري كما قال لنا محمد هنيدي مرارا و تكرارا أنه معروف بجبروته و قوته، و سبق ان حقق ما خيل للجميع انه المستحيل في ثمانية عشر يوما في الماضي القريب جدا، فمن هنا ادشن ما تبقى من المائة يوم كأيام في روعة تلك الأيام الرائعة الأولى في ما عرف سابقا بثورة المصريين "ثورة الاخوان بس دلوقت".
الرئيس محمد مرسي يطلق على نفسه لقب "الاسلامي" فمن الطبيعي ان اتوقع من اخلاقه و اساليب عمله ما يتماشى و هذا اللقب. فالمسلم المؤمن اذا حدث صدق، و اذا وعد اوفى ما عاهد عليه، فمثلما قال عمر رضي الله عنه انه لا يجب النظر الى صلاة فلان، ولا الى صيامه، بل اذا ما حدث فصدق و اذا ما أؤتمن ادى. فالاكيد ان الاداة الارقى للقياس هي الاخلاق ما سما منها، ما يفسر ان "خياركم في الجاهليه خياركم في الاسلام". و أيضا لأنه معروف في المجتمع المصري أن الراجل بيتعرف بكلمتة اللي تبقى مصيبة لو نزلت الأرض، و أنا واثق أن السيد الرئيس هو سيد الرجالة.
 لكل ما سلف ذكره فأنا انتوي ان انصف في تقييم اداء السيد الرئيس و أحاسبه كما اعتقد انه يحب أن يحاسب بأن اتمسك بكل حرف وعد به انه سيفعله ولا غيره. و لأني أثق في "اسلامه" فأنا متوقع ثمانية عشر يوما من نار  لتنفيذ ما وعد به في برنامجه لأن حتى كتابة هذه الكلمات تم تنفيذ أربعة وعود فقط من اربع و ستون حسب موقع Morsi Meter الاخواني لمتابعة عمله (أنا معترض على اتنين من الأربعة بس هعديها عشان مش ناقصة). ملحوظة: متوقع تقدم كبير في البرنامج وقت قرائتك هذه الكلمات، سيدي القارئ، عن وقت الكتابه. سدد الله خطى الرئيس.
من باب الانصاف، و قبل هجوم جماعة "والله أنا مش أخوان"، أود توضيح أني أخذ في الاعتبار انجازات الرئيس الغير مذكورة في البرنامج مثل دحر خصومه السياسيين و القضاء عليهم بسلاسة يحسد عليها وتمكنه من الاستفراد بكل الصلاحيات الممكنه و الغير ممكنه و التي لم تتوفر لفرعون شخصيا...كل هذا لتمكينه...تمكينه من تحقيق البرناج طبعا الذي وعد به و انتخب على أساسه، و أيضا تمكنه من صلاة الجمعة في مكان مختلف كل أسبوع حتى أنه تمكن من أقامة صلاة الجمعة في روما نفسها!! التى تحتضن الفاتيكان موطن البابا. و لكني انتمي الى الجماعة "الموضه القديمة" التى تعتقد أن "الراجل بيتربط من لسانه".
أخيرا انا اعلم أني أستبق الأحداث هنا، و ان في الثمانية عشر يوما سيثبت لي الرئيس صدق وعده و طهارة ايمانه و تنفيذه جميع وعوده. و أعتبر هذه المقالة مجرد سبق صحفي أو مقالي اذا جاز التعبير و محاولة الى استغلال لفظ "تمنتاشر يوم".
أخيرا: ابقوا ابعتولي طمنوني و انتوا بتقرأوا بقى كده أن وعوده تحققت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق