الثلاثاء، 21 يونيو 2011

أصول وأولويات

كنت قد كتبت في التدوينة الأخيرة عن ما ارتأيت في ظاهرة اجتماعيه - دينيه ..... أو دينيه - اجتماعيه كما تحلو لكم التسمية، وكما كان متوقع قوبلت بهجوم عنيف في بعض الوقت وجاءت بعض الردود الاخرى على درجة ن الرقي في الاتفاق الجزئي أو الاختلف الكلي والبعض الاخر اتفق كليا.

وبالطبع ولحساسية الطرح لدى البعض نشبت النقاشات المطولة التي أخذت قدرا واسع من الجدل دون طائل حتى كتابة هذه السطور، فلا استطعت تقريبهم للب الموضوع و لا اقتنعت بعدم جواز طرحي من حيث المبدأ، ولاتخاذ النقد صورة الهجوم (الفكري) فاحكمت غريزتي علي اتخاذي وضعية المدافع راد الفعل إلى ان جاء في زخم كل هذا رد تأخر بعض الشيء كنسمة هواء عليل في ليلة صيف رطب أعادتني إلى نقطة ابتدائي وهي التي لم تكن قط الحجاب لذاته وانما كان الحجاب هو الظاهر أو المثل الموضح للجوهر، ولكن النقاش أبعدني عن الاصل.

جاء هذا الرد من شخص أعلم بميوله للفكر "الاسلامي" ولكنه لم يجزع من الطرح مثلما جزعت الغالبية وانا استمسك بالجوهر بطريقة شرحت صدري.
اترككم مع الرد مع ملاحظة أنها كانت على موقع تويتر ومنقسمة إلى أجزاء من 140 حركه الواحدة.
"على فكرة قريت البوست بتاع الحجاب بتاعك و رغم كوني إسلامي ذو خلفية سلفية أحيانا إلا اني أتفق معك فيما ذهبت اليه

نعطي التفاصيل حجم أكبر من حجمها أحيانا و ننسى معها ... المقصد من الأشياء ..و لو فهمنا المقاصد سنرى التفاصيل بدون عناء مطبقة وحدها

كنت من فترة كده قريت كتاب عجيب للمسيري ... قالك فيه نموذج كامن يحكم سلوك البشر له تجليان أحدهما جواني و الآخر براني

بمعنى أبسط ... هناك ما هو جوهري و هناك ما يمكن اعتباره نواتج أو أعراض بادية عن هذا الجوهري

العجيب في بلادنا أننا نحارب بكل شكل لإثبات اقتناعنا و ايماننا بالجوهر عن طريق التفنن في اظهار تلك الظواهر الخارجية

و ننسى و لا نريد أن نتعمق في فهم الجوهر و اعتناقه .. وهو ما لو حدث ... بالضرورة ستكون مظاهرنا من أحد تجليات هذا الإعتناق

بالضبط زي موضوع المادة التانية من الدستور بالضبط ... وزي اللحية ... وزي الحجاب ... و زي تحريم الموسيقى و كله نفس المرض

يعني أطلت بس كنت عاوز أعلق فعلا على البوست بتاعك"

بكل بساطه تقبل الرأي لجوهره ولم يتعرض لما اختلف فيه فكان البناء.

ومن هنا قررت المضى قدما وغلق النقاش الفرعي والعودة إلى الأصول - هذا اذا سمحلي أصحاب النقاش - وهذا ليس هروبا من النقاش بل هو أحقاقا لما أردتة عندما بدأت في كتابة التدوينة وايضا للخروج من خانة رد الفعل إلى الفعل* فربما خانني التعبير أو لم أوفق في شرح فكرتي بطلاقة كافيه ولكن الفكره بداخل قلبي تستقيم.

والمصادفة اقتضت نشأة قاسم مشترك في كثير من تدويناتى حتى الأن وهو الاهتمام بالأصل على حساب الفرع، فالبناء على قاعدة عريضة مستقيمة توءدي إلى استواء البناء وكذلك إذا كانت القاعدة ضيقة وان كانت سويه فلن يصلح بناء ما هو أعرض عليها فمالت ومال البناء.

خلاصة: حافظوا على الأصول ورتبوا الأولويات هو أقرب للحق والحق أحق ان يتبع 



*Active and reactive people راجع كتاب كوفي عن العادات السبع 

هناك تعليق واحد:

  1. شريوووووو

    أخي الحبيب أنت بذلك أصبت الفطرة!! دي مدونة في الجون (مع بعد موضوع الحجاب عنه) :)

    الأصل في الإنسان هو إصلاح النفس والجوهر "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ، ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"

    وما كانت العبادات على فرضيتها إلا لتهذيب جوهر الإنسان وربطها بخالقهلا سبحانه وتعالى

    الأصل: وهو أساس الشيء وهي ما لا يحتمل أكثر من معنى، ومن سمات الأصول الثبات وأدلتها قطعية الدلالة

    أما الفروع فهى جمع فرع: والفرع هو ما يُبنى على غيره، وأدلة الفروع ظنية الدلالة وتحتمل أكثر من معنى، ومن سماته المرونة ويتغير بتغير الزمان والمكان

    أما مااختلفنا فيه سابقا فهو اعتبار أمر الله تعالى من الأصول فكان كل أمر من الله قطعي الدلالة أحق أن يستجاب له، واللي يحدد بقى المسائل الفقهية أو المعاملات أو العبادات دي قطعية أو ظنية الدلالة هم أهل العلم الذين يرشدوننا ونرجع إليهم..

    بس الله ينور عليك معنى جميل علينا جميعا وهو أن نتمسك بالأصول التي نتفق فيها أما الفروع التي لاغنى عنها أيضا فهي تزين المرء وتقرب إلى الله تعالى ولكن نعذر بعضنا فيه ولا نختلف فلكل أن يأخذ بما شاء من أراء العلماء الثقات إن اختلفوا

    وكما تقول القاعدة الذهبية : (يعين بعضنا بعضاً فيما اتفقنا ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا)

    جزاك الله خيرا يا شريف

    ردحذف