الأحد، 31 يوليو 2011

قصة الخوارج

أكبر مأساه التاريخ بيحكيها هي أنه دايماً بيعيد نفسه و محدش بيتعظ.
 فتلاقي دايماً كل الأحداث بتتكرر مع اختلاف الأسماء، نفس الدوافع بنفس الطرق تلوينها و محاولات اخفاها، نفس طرق الحشد، نفس الدورات و توالي الأحداث ألي بتبدو غير متصله برغم أنها ديما بتيجي ورى بعض.

أسمحولي احكلكوا حكايه من التاريخ، التاريخ الأسلامي.
حكايه عن فرقه في أول تكوينها كنت سياسيه بحته و كانت في تدينها شديده و لكنها اندثرت زيها زي غيرها من الحركات و ليها اللي ليها و عليها اللي عليها. 

لما كانت وقعة صفين بين علي بن أبي طلب و معاويه، و طلب معاويه تحكيم كتاب الله، اختلف أصحاب علي ما بين القبول لتحكيم و رفضه و لكن بعد جدل قبل علي بالتحكيم و ساعتها خرج بعض من  أصحاب الأمام علي عليه و رأو أن التحكيم ده خطأ لان حكم الله (من وجهة نظرهم) واضح و مش محتاج تحكيم فليه يرضوا بتحكيم و هو بيتضمن شك كل فرقه في موقفها. و هنا خرجوا بمقولة ((لا حكم إلا لله)) و ألي رد عليها سيدنا علي و قال أنها ((كلمة حق يراد بها باطل)).


من هنا نشئت الحركه و هي بكده في المقام الأول فرقه سياسيه، المهم الطائفه دي طلبت من علي أنه يقر على نفسه بالخطأ و في بعض الأوقات بالكفر. 


و هنا اتسموا ((الخوارج)) لأنهم خرجوا على علي و صحبته. و حاربهم علي في موقعة القيروان و أنتصر عليهم و قتل منهم الكثير و لكنه لم يقض تماما عليهم  و زادوا في كرهه حتى دبروا له مكيده لقتله و نجحوا.


و فضلوا الخوارج شوكه في ظهر الدوله الأمويه يهددوها و يحاربوها حرب متواصله في شده و شجاعه نادره و لم يتغلب عليم الأموين إلا بعد حروب طويله و بقى منهم القليل في العصر العباسي لكن كانوا ضعاف الشأن و اندثروا.


و الخوارج مكنوش فرقه وحده و انما انقسموا عشرين فرقه تقريباً، اختلفوا أحيانا في أصول الحركه الخوارجيه. و أصول الحركه كانوا نقتطين اساسيتين الأوله نظريه في الخلافه مش هنتعرضلها و نظريه أن العمل جزء من الأيمان و ده الأهم لينا. فالخوارج اقروا أن العمل بأوامر الدين - من صلاه و صوم و صدق و عدل - جزء من الأيمان، و ليس الايمان و الأعتقاد وحدهما، و عليه فمن أعتقد بلا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و معملش بفروض الدين و ارتكب الكبائر فهو كافر.


و الي ينظر في تاريخهم هيلاقي ميزات واضحه زي التشدد في العباده و  الانهماك فيها و كانوا بيتبرأو من الكداب و من صاحب المعصيه الظاهره.
و في نفس الوقت اشتدوا في معاملة مخالفيهم من المسلمين، حتى كانوا مبيرحموش ولا المرأه ولا الطفل ولا الشيخ، ولا حتى اللي مجرد اختلف معاهم في أن علي أخطأ في التحكيم و لم يقر بكفر علي و اللي أتنصروله. فمثلا طلبوا من عبد الله بن الزبير أنه يتبرأ من أبوه (و الزبير أبن العوام من العشرة المبشرين بالجنه).


كانت طائفه لها ما لها و عليها ما عليها و لكنها اندثرت و اختفت زي غيرها من الفرق و اختم قصتهم بقول عمر أبن عبد العزيز لبعضهم مره ((اني قد علمت انكم لم تخرجوا مخرجكم هذا لطلب دنيا او متاع، و لكنكم اردتم الاخره فأخطأتم سبيلها)).


انتهى

قصه سيئة السرد أنا عارف لكن العبر و الاسقاطات المقصوده موجوده بكثره. 
فربنا قال (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)) فالفضيله وسط بين رذيلتين، الأفراط و التفريط، و وجدنا هنا الأفراط واضح و الرسول لم يخير بين أمرين إلا و اختار أيسرهما ما لم يكن اثما و كمان الرسول قال ((هلك المتنطعون)) و قالها ثلاث مرات و المتنطعون: المتشددون، المغالون، المتعمقون في أمر الدين.

و شريعة الاسلام ضيقت دائرة المحرمات، و الأصل في الاشياء هو الأباحه، فكل شيء مباح في الأسلام إلا ما حرم بنص.

نهاية: هي قصه و كل واحد يستنبط منها الموعظه على مزاجه. 
و اختم التدوينه خير ختام بما قال تعالى في نهايه السوره ألي ابتدأها ((نحْن نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)) سورة يوسف باية 

((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍوَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))


هناك تعليق واحد:

  1. ماتحكيلنا شوية عن مذبحة أهل البيت فى التدوينة إللى جاية؟ :)

    ردحذف