الاثنين، 30 مايو 2011

عن التفكير

كثر الصدام في الأونه الأخيره  في أمور شتى و هو أمرطبيعي في ظل مرحلة التغيرات السياسيه التي نمر بها خاصة خروج الكثير من القوة السياسيه من الظل إلى النور بعد زوال عصر استبداد الحاكم و لكنا دخلنا في عصر استبداد الرأي، فالفطره البشريه تنطلق حين تصطدم بشخص غير مألوف فتبدأ بتقصي أوجه التشابه ثم تنتقل سريعا إلى البحث عن الاختلافات و هنا تكمن المشكله، فمقدارنا السياسي كمصريين لا يتعدى طور الطفوله و لسنا بعد على استعداد لتقبل الآخر و إنما نرضخ إلى خوفنا من المجهول و نرفض الآخر -الذي هو ليس بآخر- رفضا مطلقا.

من هنا قوبلت مرات عديده بنقد شديد لآراء و اتهمت
بالتفكير ذلك الجرم الكبير  و هو ما لم أستطيع تملك نفسي في حينه، و عليه قررت أن أبحث قليلا عن التفكير و ما ذكر دينيا حيث كان الرفض المفجع مبني على حجه دينيه واهيه، فالبعض يريدونك أن تنصت كالصنم و أن تتبعهم كالعبد و كله محلى بالصبغه الدينيه الزائفه.
القرآن الكريم سلك في دعوته إلى الأيمان بالله و صفاته من علم و قدره و وحدانيه مسلكا يثير العقل، و دعا إلى التأمل إلى ما في العالم ( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) الأعراف و (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ) إلى كثير من هذه الأمثال التي جاء الكثير منها بصيغه الأمر.
و كذلك ذكر في القرآن عن الحكمه في مواضع كثيره (اًيُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِير) و من هنا يسهل الاستنباط أن العلم و الحكمه أنما هم فضل و نعمه و رزق من عند الله.
في
قصة
سيدنا موسى عليه السلام(لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) لم يمنع موسى دين مصطنع من تلمس حاجة هذه الشريحه للارتواء، فروا لهم من مناهل المعرفه و سقى لهما ثم تولى إلى ربه و دعا (رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير)فنحن فقراء إلى الله و معارفه و حقائقه العقليه و المعرفيه، فلله هو مصدر المعارف و قد وهب كل انسان الأداه للوصول إليها و بها أساسات دينه و سلاح دنياه و تلك الأداه هي العقل


و الأخطر من ذلك كله هو الحجج القرآنيه على هلاك الأمم و التي جاءت في مواضع كثيره و كانت دائما ما تنتهي ب
(أفلا يعقلون - أفلا يفقهون - أفلا ينظرون - أفلا يتدبرون) و جاء في آخر سورة يوسف (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ)فلم يهلك قوم إلا و و بدأ الخطأ في التسليم لاحد "العلماء" و ترك التفكير و الاستسلام للتقليد الأعمى
.

مش نفكر بقى شويه ولا إيه؟

القاهره ٣٠/٠٥.٢٠١١

هناك تعليق واحد:

  1. حين بدأت الاستشهاد بالايات القرآنيه شعرت وكأنني أقرأ لمصطفى محمود الصغير :)

    ردحذف